responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 526


أو من نفس الرّوضة ، وهو طيب روائحها ، فيتفرّج عنه ، يقال : أنت في نفس من أمرك ، واعمل وأنت في نفس من عمرك : أي في سعة وفسحة قبل الهرم والمرض . [1] كأنّما المرء في كلّ نفس يتنفّسه ، قد خطا خطوة إلى موته ، المعبّر عنه بأجله ، إلى أن تنتهي أنفاسه الَّتي هي دقائق حياته المصحوبة بدقّات قلبه ، كما قال القائل :
دقّات قلب المرء قائلة له * إنّ الحياة دقائق وثوان إنّما المرء أيّام ، إذا مضى يوم عليه مضى بعضه ، وأطولها يوم ولد ، وكلَّما كبر قلَّت وقصرت قال سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين عليه السّلام : « فبينا هو يضحك إلى الدّنيا ، وتضحك إليه في ظلّ عيش غفول ، إذ وطئ الدّهر به حسكه ، ونقضت الأيّام قواه ، ونظرت إليه الحتوف من كثب ، فخالطه بثّ لا يعرفه ، ونجيّ همّ ما كان يجده ، وتولَّدت فيه فترات علل آنس ما كان بصحّته ، ففزع إلى ما كان عوّده الأطبّاء من تسكين الحارّ بالقارّ ، وتحريك البارد بالحارّ ، فلم يطفئ ببارد إلَّا ثوّر حرارة ولا حرّك بحارّ إلَّا هيّج برودة حتّى فتر معلَّله ، وذهل ممرّضه . . . فبينا هو كذلك على جناح من فراق الدّنيا ، وترك الأحبّة ، إذ عرض له عارض من غصصه ، فتحيّرت نوافذ فطنته ، ويبست رطوبة لسانه . . .



[1] النّهاية : 5 / 93 ، في ( نفس ) .

526

نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 526
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست