نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 504
ومن صفات المؤمن أنّه صلب في أمر الدّين ، لا يهوله شيء ، ولا يهتمّ بما فاته من الدّنيا إذ هي صغيرة في عينه ، وإذا جاءه ما وافق الهوى خالفه . قال عليه السّلام : « كان لي فيما مضى أخ في الله ، وكان يعظَّمه في عيني صغر الدّنيا في عينه ، وكان خارجا من سلطان بطنه ، فلا يتشهّى ما لا يجد ، ولا يكثر إذا وجد ، وكان أكثر دهره صامتا ، فإن قال بذّ القائلين ، ونقع غليل السّائلين ، وكان ضعيفا مستضعفا ، فإن جاء الجدّ فهو ليث عاد ، وصلّ واد ، لا يدلي بحجّة حتّى يأتي قاضيا ، كان لا يلوم أحدا على ما لا يجد العذر في مثله حتّى يسمع اعتذاره ، وكان لا يشكو وجعا إلَّا عند برئه ، وكان يفعل ما يقول ، ولا يقول ما لا يفعل ، وكان إن غلب على الكلام لم يغلب على السّكوت ، وكان على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلَّم ، وكان إذا بدهه أمران نظر أيّهما أقرب إلى الهوى فخالفه ، فعليكم بهذه الخلائق فالزموها وتنافسوا فيها ، فإن لم تستطيعوها فاعلموا أنّ أخذ القليل خير من ترك الكثير » . [1] وإنّما ذكرنا هنا كلامه عليه السّلام عن آخره لأنّه بغية المؤمن الَّتي لا ينفكّ عنها مهما كانت حالته ، ولعمر الحقّ أنّها لبها الكفاية الله ربّ النّاس فارفع همّكا * لا شيء غير الله أن يهمّكا [2] .
[1] النّهج : 19 / 183 ، الحكمة : 295 . قوله عليه السّلام : » . . . على ما لا يجد العذر في مثله . . . » ، في بعض النّسخ : « على ما يجد . . . » بدون ( لا ) . [2] سيرة الرّسول - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - : 90 ، مع تغيير مّا .
504
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 504