نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 48
السّيوف مآخذها ، فإذا كان ذلك ، كان أكبر مكيدته أن يمنح القرم سبّته » . قال المعتزليّ : أي ما لم تبلغ الحرب إلى أن تخالط الرّؤوس : أي هو بالتّحريض والإغراء قبل أن تلتحم الحرب ، فإذا التحمت واشتدّت فلا يمكث ، وفعل فعلته الَّتي فعل . [1] من كشف سوءته ليسلم من القتل من عمل الجبان الدّنيء السّاقط من أمثال عمرو بن العاص . وهذا الكلام ينطبق على كلّ من هو مثل ابن العاص العاصي ، أصل الشّرّ والفساد والرّذيلة ، فيشمل الكاذب إذا قال ، المخلف إذا وعد ، البخيل إذا سئل ، الملحف إذا سأل ، قاطع العهد الخائن ، بائع الدّين بالدّنيا وألف رذيلة موروثة من ابن العاص . وهكذا شأن جميع كلمات الإمام عليه السّلام التّمثيليّة ، الَّتي قالها في حقّ غير ابن العاص من المفسدين والمنحرفين ، لم تخصّهم خاصّة ، وإن جاءت فيهم ، لأنّ حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحد ، والشّيء يشمله حكم مثله ، وهذا معنى قوله عليه السّلام في بعض خطبه : « أعقلك ، فإنّ المثل دليل على شبهه ، إنّ البهائم همّها بطونها ، وإنّ السّباع همّها العدوان على غيرها ، وإنّ النّساء همّهنّ زينة الحياة الدّنيا والفساد فيها » . [2] وكذا الآيات القرآنيّة النّازلة في الأقوام الماضية ، لا تخصّهم خاصّة ، بل تعمّ كلّ من كان حاله حالهم ، وعلى صفتهم ، إذ لو كانت خاصّة بهم