responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 441


تخيّلاته الباطلة ما يفرح بجمعها يزعم أنّها علوم ومعارف ، وليست بها ، بل أوهام فاسدة ، قليلها خير من كثيرها ، والخيريّة لتقليل ضررها ، وإلَّا فلا خير في الأوهام الباطلة ، نظير قول يوسف عليه السّلام : « قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي » . [1] فالسّجن محبوب بالقياس إلى دعوة نساء مصر ، وإلَّا فلا حبّ في السّجن فضلا عن أحبّيته .
والمثل : « ما قلّ منه خير ممّا كثر » قياس مطَّرد في الأخذ بأقلّ الشّرّين ، وبه يمتاز العاقل عن غيره كما قال عليه السّلام : « وليس العاقل من يعرف الخير من الشّرّ ولكن العاقل من يعرف خير الشّرّين » . [2] ولا ريب بأنّ الأقلّ من جهالات الجاهل خير من أكثرها عند الدّوران في الأخذ ، هذا إذا تساويا في الكيفيّة .
وبين كمّيّة الشّرور وكيفيّتها عموم وخصوص من وجه ، فربّ قليل منها شرّ من كثيرها ، إذا انضمّت إليه حالة أوجبت ذلك ، وربّما انعكس الأمر : أي القليل خير من الكثير ، وهو الغالب فالكمّيّة والكيفيّة علَّة الخيريّة والشّرّيّة للشّيء ، كما لا يخفى على المحاسب الفطن وهذه قاعدة عقليّة مطَّردة في جميع الأشياء عند المقايسة بينها ، ثمّ الأخذ بخيرها وشرّها ، والمقام من موارد هذه القاعدة ، فأعرفها حتّى تطبّقها تماما . ولعلّ قوله تعالى : « يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ » . [3] من نظائر المقايسة العقليّة عند الدّوران .



[1] يوسف : 33 .
[2] بحار الأنوار : 78 / 6 .
[3] الحجّ : 13 .

441

نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست