نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 418
وباطل وهو الخطايا - لسبق ذكرهما - ثمّ قال : « ولكلّ أهل » : أي ولكلّ من طريقي الحقّ والباطل قوم ، أعدّهم القدر لسلوكها بحسب ما جرى في اللَّوح المحفوظ بقلم القضاء الإلهيّ ، كما قال الرّسول - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - : « كلّ ميسّر لما خلق له » . قوله : « فلئن أمر الباطل لقديما فعل . . . » أردف لذلك بما يشبه الاعتذار لنفسه ولأهل الحقّ في قلَّته ، وذمّ وتوبيخ لأهل الباطل على كثرة الباطل ، وقلَّة الحقّ في ذلك الوقت ليس بديعا حتّى أجهد نفسي في الإنكار على أهله ، ثمّ لا يسمعون ولا ينتهون . وفي قوله : « لرّبما ولعلّ » تنبيه على أن الحقّ وإن قلّ فربّما يعود يسيرا ثمّ أردف حرف التّقليل ، وهو ربّما بحرف التّمنّي - : أي لعلّ - وكان في هذه الأحرف الوجيزة إخبار بقلَّة الحقّ ، ووعد بقوّته ، مع نوع تشكيك في ذلك ، وتمنّ لكثرته . قوله : « ولقلَّما أدبر شيء فأقبل » استبعاد لرجوع الحقّ إلى الكثرة والقوّة بعد قلَّته وضعفه على وجه كلَّي ، فإنّ زوال الاستعداد للأمر مستلزم لزوال صورته وصورة الحقّ ، إنّما أفيضت على قلوب صفت واستعدّت لقبوله ، فإذا أخذ ذلك الاستعداد في النّقصان بموت أهله أو بموت قلوبهم ، وتسوّد ألواح نفوسهم بشبه الباطل ، فلا بدّ أن ينقص نور الحقّ وتكثر ظلمة الباطل ، بسبب قوّة الاستعداد لها وظاهر أنّ عود الحقّ وإضاءة نوره بعد إدباره ، وإقبال ظلمة الباطل أمر بعيد وقلّ ما يعود مثل ذلك الاستعداد لقبول مثل تلك الصّورة للحقّ ، ولعلَّه يعود بقوّة ، فتصبح ألواح النّفوس وأرضها مشرقة بأنوار الحقّ ، ويكرّ على
418
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 418