نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 416
« لكلّ واحد منهما آفات ، فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السّكوت ، وقيل : وكيف ذاك يا ابن رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فقال : لأنّ الله عزّ وجلّ ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسّكوت ، إنّما بعثهم بالكلام ، ولا استحقّت الجنّة بالسّكوت ، ولا استوجبت ولاية الله بالسّكوت ، ولا وقيت النّار بالسّكوت ، ولا تجنّب سخط الله بالسّكوت ، إنّما ذلك كلَّه بالكلام ، ما كنت لأعدل القمر بالشّمس ، إنّك لتصف فضل السّكوت بالكلام ، ولست تصف فضل الكلام بالسّكوت » . [1] قال ابن أبي الحديد : وكان يقال : إن كان في الكلام درك ففي الصّمت عافية . وقالت الحكماء : النّطق أشرف ما خصّ به الإنسان لأنّه صورته المعقولة الَّتي باين بها سائر الحيوانات ، ولذلك قال سبحانه : « خَلَقَ الإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ » . [2] ولم يقل : ( وعلَّمه ) بالواو لأنّه سبحانه جعل قوله : « عَلَّمَهُ الْبَيانَ » تفسيرا لقوله : « خُلِقَ الإِنْسانُ » لا عطفا عليه ، تنبيها على أنّ خلقه له وتخصيصه بالبيان الَّذي لو توهّم مرتفعا لارتفعت إنسانيّته ، ولذلك قيل : ما الإنسان لو لا اللَّسان إلَّا بهيمة مهملة ، أو صورة ممثّلة ، وقال الشّاعر : لسان الفتى نصف ونصف فؤاده * فلم يبق إلَّا صورة اللَّحم والدّم وقالوا : والصّمت من حيث هو صمت مذموم ، وهو من صفات