responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 354


ينقضي ويفنى ، ولكنّ المتكلَّمين الذّاهبين إلى هذا القول لا يقولون : يجب أن يكون فانيا ومنقضيا لأنّه معدود . فإنّ ذلك لا يلزم ، ومن الجائز أن يكون معدودا ، ولا يجب فناؤه ولهذا قال أصحابنا : إنّما علمنا أنّ العالم يفنى عن طريق السّمع ، لا من طريق العقل .
فيجب أن يحمل كلام أمير المؤمنين عليه السّلام على ما يطابق ذلك ، وهو أنّه ليس يعني أنّ العدد علَّة في وجوب الانقضاء ، كما يشعر به ظاهر لفظه ، وهو الَّذي يسمّيه أصحاب أصول الفقه إيماء ، وإنّما مراده كلّ معدود فاعلموا أنّه فان ومنقض ، فقد حكم على كلّ معدود بالانقضاء حكما مجرّدا عن العلَّة . كما لو قيل : زيد قائم . ليس يعني أنّه قائم ، لأنّه يسمّى زيدا . [1] أقول : ما لا آخر له لا أوّل له : وكان أزليّا ، فلو فرض أنّ المعدود لا يجب فناؤه ، فلا آخر له ، وعليه فلا أوّل له ، وقد أبطله الإمام عليه السّلام في خطبة له : » . . . ومن حدّه فقد عدّه ، ومن عدّه فقد أبطل أزله . . . » . [2] قال المعتزليّ في شرح ( فقد عدّه ) : أي جعله من جملة الجثّة المعدودة فيما بيننا ، كسائر البشر والحيوانات . ومن قال بذلك فقد أبطل أزله لأنّ كلّ ذات مماثلة لهذه الذّوات المحدثة فإنّها محدثة مثلها ، والمحدث لا يكون أزليّا . [3]



[1] شرح النّهج : 18 / 222 .
[2] النّهج : 9 / 147 ، الخطبة : 152 .
[3] شرح النّهج : 9 / 151 .

354

نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست