نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 275
كانوا بعداء عن نزول الرّحمة عليهم من سماء الجود الإلهيّ ، مستعدّين لنزول العذاب . ويصدق في العرف أن يقال : فلان بعيد من السّماء ، إذا كان كما ذكرناه . قوله : « خفّت عقولكم » إشارة إلى قلَّة استعدادهم لدرك وجوه المصالح ، وضعف عقولهم عن تدبير أحوالهم ، وتسرّعهم إلى ما لا ينبغي لغفلتهم عمّا ينبغي ، وهو وصف لهم برذيلة الغباوة . قوله : « سفهت حلومكم » إشارة إلى وصفهم برذيلة السّفه ، والخفّة المقابلة للحلم . قوله : « فأنتم غرض لنابل ، وأكلة لآكل ، وفريسة لصائل » ، هذه الأوصاف الثّلاثة لازمة عن خفّة عقولهم ، وسفه حلومهم ولذلك عقّبها بها لأنّ طمع القاصد لهم بأنواع الأذى إنّما ينشأ من العلم بقلَّة عقليّتهم لوجوه المصالح ، وسفههم ، فيقصدهم بحسن تدبيره . والأوّل من هذه الأوصاف كناية عن كونهم مقصدا لمن يريد أذاهم . والثّاني كناية عن كونهم في معرض أن يطمع في أموالهم ونعمتهم ، ويأكلها من يقصد أكلها . والثّالث عن كونهم بصدد أن يفترسهم من يقصد قتلهم وإهلاكهم . واستعار لفظ الغرض - : أي المرمى - والأكلة والفريسة لهم ، ووجوه المشابهة فيها ظاهرة . وقد راعى في القرائن السّجع ، ففي الأوّلين السّجع
275
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 275