نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 238
كما إذا انعكس انعكس ، مثل من بلغ في العفّة عن الشّهوات الغاية من التّعفّف ، كاد أن يكون ملكا كريما . قال تعالى فيما اقتصّ عن امرأة عزيز مصر : « ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ » . [1] : أي يوسف عليه السّلام بلغ من عفّته مبلغ الملائكة . وقد قال أمير المؤمنين عليه السّلام : « كاد العفيف أن يكون ملكا من الملائكة » . [2] حتّى أنّ العادة قاضية من أكثر من شيء تجسّد فيه ذلك الشّيء ، حتّى كأنّه هو ، والَّذي يعدل في كلّ شيء يقال له : العدل وأنّه عينه . فالخصال سواء فيها الفضائل والرّذائل ، تجعل أصحابها إذا استحكمت فيهم ، وصدرت آثارها بكثرة ، كأنّهم هي ، توسّعا أو حقيقة ، وتجري عليهم أسماؤها اليوم ، وحقائقها في المحشر . وإنّ من عباد الله قوما استنارت أبصارهم وبصائرهم بأنوار الله ومعرفته ، يعرفونهم بسيماهم وفي لحن القول و « إِنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ » . [3] وتفسير المتوسّم بالمعصوم عليه السّلام تفسير بأجلى مظاهره ، وإلَّا فقد جاء : « اتّقوا فراسة المؤمن ، فإنّه ينظر بنور الله » . [4] وهم الأقلَّون عددا .
[1] يوسف : 31 . [2] النّهج : 20 / 233 ، الحكمة : 382 . [3] الحجر : 75 . [4] الوسائل : 8 / 424 ، الأمثال النّبويّة : 1 / 49 رقم المثل : 25 ، حرف الهمزة مع التّاء .
238
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 238