نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 237
« بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا » . [1] وقال الشّاعر : وكائن ترى من صامت لك معجب * زيادته أو نقصه في التّكلَّم لسان الفتى نصف ونصف فؤاده * فلم يبق إلَّا صورة اللَّحم والدّم [2] ولعلّ قوله عزّ وجلّ : « وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ » ، [3] يشمل مجيء طائفة من النّاس يوم القيامة على صورة الوحوش والسّباع لما كانوا يزاولون من صفاتها وغرائزها الحيوانيّة الَّتي كانت في الدّنيا مختفية عن الأنظار ، فكشف عنها الغطاء ، وأبليت سرائرهم على حدّ تعبير القرآن الكريم : « يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ » . [4] فالسّلاطين سباع في الحقيقة يوم يقوم الأشهاد ، وإن كانوا اليوم بصورة الأناسيّ ، والكفّار بهائم ، والفسّاق أحمرة والمنافقون يرابيع ، والملحدون دوابّ ، والجاحدون خنازير ، وأهل الدّنيا كلاب ، كما قال أمير المؤمنين عليه السّلام : « فإنّما أهلها كلاب عاوية وسباع ضارية » . [5] فكلّ من اختصل بخصلة تخصّ حيوانا ، مهما كان شكله واسمه ، فهو هو ، وإن لم يسمّ باسمه ، فالحريص نمل ، يأتي يوم الحشر الأكبر على صورته ، والشّهويّ خنزير ، والغضوب سبع ، وهكذا من بقيّة الخصال غير الإنسانيّة .