نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 215
فأصحابنا رحمهم الله لمّا أحسنوا الظَّنّ بالصّحابة ، حملوا ما وقع منهم على وجه الصّواب ، وأنّهم نظروا إلى مصلحة الإسلام ، وخافوا فتنة لا تقتصر على ذهاب الخلافة فقط ، بل وتفضي إلى ذهاب النّبوّة والملَّة . فعدلوا عن الأفضل الأشرف الأحقّ إلى فاضل آخر دونه ، فعقدوا له - احتاجوا إلى تأويل هذه الألفاظ الصّادرة عمّن يعتقدونه في الجلالة والرّفعة قريبا من منزلة النّبوّة ، فتأوّلوها بهذا التّأويل ، وحملوها على التّألَّم للعدول عن الأولى . [1] ذكرت كلامه لتكون أنت الحكم فيه ، وهل يسوغ البناء على أصل باطل في العقول من تأخير الفاضل عن المفضول ، ثمّ التّفريع عليه أو هل للأمّة الخيرة في نصب الخليفة بعد نصّ النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يوم الغدير له عليه السّلام أو يجوز حمل الخطبة على التّألَّم للعدول عن الأولى ، وما هو بمنزلة النّبوّة ، كما اعترف بها أو من الممكن أن نصحّح عمل المفضول بتأويل القول الصّادر صريحا من الفاضل في قدحه . فاختر ما تحبّ . والحديث ذو شجون [2] .
[1] شرح النّهج : 1 / 156 - 157 . [2] مثل سائر ، ذكره النّيسابوريّ في مجمع الأمثال : 1 / 197 ، حرف الحاء . قال : يضرب هذا المثل في الحديث ، يتذكَّر به غيره ، فراجع .
215
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 215