نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 181
من فقرات الخطبة المذكورة فيها الكلمة التّمثيليّة ، ومن ذلك تعرف الشّكوى العلويّة بادية الملامح عليها ، وهي كلمة لا يقولها إلَّا من ابتلى بقوم لا يستطيع وفاقهم ولا فراقهم ، فإن وافقهم ضلّ ، وإن فارقهم زلّ ، ولعمر الحقّ أنّه المصيبة من مثل أمير المؤمنين الحجّة البالغة الرّبانيّة أن يبتلي بأصحاب لا يليقون به . قوله عليه السّلام : « ومع أيّ إمام بعدي تقاتلون » نظير قوله تعالى : « فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ الله وآياتِهِ يُؤْمِنُونَ » . [1] يقال ذلك : لغير المؤمن بالحقّ الجاحد له قلبا . وقوله عليه السّلام : « المغرور والله من غررتموه » ، القسم فيه لتهويل ما يزاولونه من التّمرّد على إمامهم وعصيانهم ، والكلام مسوق للشّكوى ، كما ذكرنا ذلك عند المثل : [2] « فاز . . . بالسّهم الأخيب » . من سائر خطبه الدّالَّة على بلوغ انضجاره عليه السّلام الغاية من صنع أصحابه ، ومن ذلك قوله عليه السّلام في ذمّهم : « لوددت والله أنّ معاوية صارفني بكم صرف الدّينار بالدّرهم ، فأخذ منّي عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم يا أهل الكوفة منيت منكم بثلاث واثنتين : صم ذوو أسماع ، وبكم ذو وكلام ، وعمي ذو وأبصار ، لا أحرار صدق عند اللَّقاء ، ولا إخوان ثقة عند البلاء » . [3]