نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 176
وغير ذلك والسّرّ فيه أنّ الإنسان مهما بلغ من العلم ما لم يتعقّله ، ولم يعمل على طبقه فهو جاهل لأنّ العلم سلَّم العمل ، فلو لم يكن عمل ، كان السّلَّم عبثا ، لا يصنعه إلَّا الجاهل . ثمّ قوله عليه السّلام : « ركب الجهل مراكبه » إشارة إلى انغمار النّاس في ذلك الزّمان في الجهل ، وأنّ أعمالهم وأقوالهم وما يزاولونه - مهما كان نوعها - بعيدة عن الصّواب ، وفاقدة الحقيقة والحقّ المنشود ، وليس فيها من نور ، وكيف لا والعلم مخزون عند أهله ، وهم الأنبياء وأوصياؤهم عليهم السّلام ، ولم يحصل إلَّا بالسّؤال عنهم والتّعلَّم منهم . قال أبو جعفر عليه السّلام لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة : « شّرّقا وغرّبا ، فلا تجدان علما صحيحا إلَّا شيئا خرج من عندنا أهل البيت » . [1] فإذا لم يبق من القرآن إلَّا رسمه ، ولا من الإسلام في ذلك الزّمان إلَّا اسمه ، فمن أين يكون العلم فلا محالة يركب الجهل مراكبه بشتّى أنواع الرّكوب ، وفي كلّ مكان تجده حاضرا ، إذا غار العلم وفاض الجهل إلى الله تعالى المشتكى .