نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 140
الحكمة تعمر في قلب المتواضع ، ولا تعمر في قلب المتكبّر الجبّار لأنّ الله تعالى جعل التّواضع آلة العقل ، وجعل التّكبّر من آلة الجهل . ألم تعلم أنّ من شمخ إلى السّقف برأسه شجّه ، ومن خفض رأسه استظلّ تحته وأكنّه فكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله ومن تواضع لله رفعه الله » . وقال لقمان في وصاياه لابنه : « يا بنيّ تعلَّم الحكمة تشرّف بها فإنّ الحكمة تدلّ على الدّين ، وتشرّف العبد على الحرّ ، وترفع المسكين على الغنيّ ، وتقدّم الصّبيّ على الكبير ، وتجلس المسكين مجالس الملوك ، تزيد الشّريف شرفا ، والسّيّد سؤددا ، والغنيّ مجدا . وكيف يظنّ ابن آدم أن يتهيّأ له أمر دينه ومعيشته بغير حكمة ، ولن يهيّىء الله أمر الدّنيا والآخرة إلَّا بالحكمة » . ومن حكم عيسى عليه السّلام : « بحقّ أقول لكم : لا تكونوا كالمنخل يجرج الدّقيق الطَّيّب ، ويمسك النّخالة ، كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم ، ويتبقّى الغلّ في صدوركم » [1] وقد جمعت الحكمة بأطرافها بعد القرآن وحديث النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم كلمات الأئمّة المعصومين عليهم السّلام ، ولا سيّما باب مدينة علم الرّسول وحكمته أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب فدتهما أرواح العالمين ، ولن تدخل المدينة إلَّا من بابها وإنّ حديث المدينة النّبويّ قد رواه الفريقان ، حتّى أنّ مؤلَّف كتاب ( الغدير ) أنهاه إلى مائة وثلاثة