نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 81
النّهي عن اقتراب الشّجرة . ويدلّ على النّسيان قوله تعالى : « وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ ولَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً » . [1] عن الباقر عليه السّلام : « إنّ اللَّه تعالى عهد إلى آدم : أن لا يقرب هذه الشّجرة ، فلمّا بلغ الوقت كان في علم اللَّه أن يأكل منها ، فنسي فأكل منها » . [2] وعنه عليه السّلام أيضا : « إنّ اللَّه قال لآدم وزوجته : لا تقرباها ، فقالا : نعم يا ربّنا لا نقربها ، ولا نأكل منها . ولم يستثنيا في قولهما : نعم ، فوكلهما اللَّه في ذلك إلى أنفسهما ، وإلى ذكرهما » . [3] وصادقيّ : « سمّي الإنسان إنسانا لأنّه ينسى . قال اللَّه تعالى : « وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ » . [4] والنّسيان مرفوع لا عقاب عليه ، لعدم الاختيار ، نعم إذا كان السّبب اختياريّا ، فلا يمنعه العقل ، لأنّ الامتناع بالاختيار لا ينافي الاختيار ، وإليه تشير آية : « فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ ولا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ » . [5] فيثبت الإثم على المضطرّ الباغي والعادي . أمّا إطلاق العصيان والغواية على آدم في آية : « وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى » . [6] فحقّ إذ كان عليه الاهتمام الأكثر ، حتّى لا يقع فيما لا ينبغي الوقوع فيه ، وإن كان حال النّسيان لا إثم عليه لعدم توجّه