نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 577
مجتمعة ، وأهواؤكم مختلفة ، متكلَّمون بما هو في الشّدّة والقوّة ، يوهي الجبال الصّمّ الصّلبة ، وعند الحرب يظهر أنّ ذلك الكلام لم تكن له ثمرة . [1] ذمّهم الإمام عليه السّلام على نفاقهم حيث يقولون بما لا يفعلون ، والخطاب لا يخصّ أصحابه فحسب ، بل كلّ من كان على صفتهم شمله الذّمّ وقد وبّخ الله عزّ وجلّ المؤمنين غير العاملين بما يقولون في آي من القرآن الكريم منها : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ . كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ الله أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ » . [2] وطبعا إذا اطَّلع العدوّ على أنّ خصمه لا يجاوز قوله فعله ، طمع فيه ، وأقدم على إبادته ، فأصبح مقهورا ، والعدوّ قاهرا فحذّرهم عليه السّلام أن يكونوا كذلك ، وكم قال لهم مثل ذلك ، فلم يتحذّروا ، وأدّبهم بسوطه ، فلم يتأدّبوا لو كانوا يعلمون من هو المحذّر هو الَّذي شرّفت به مكَّة ومنى ، وزمزم والصّفا ، صاحب الحوض وحامل اللَّواء ، البائت على فراش النّبيّ ، ومفديه بنفسه من الأعداء ، قالع باب خيبر والدّاحي به في الفضاء ، مكلَّم الفتية في كهفهم بلسان الأنبياء ، قالع الصّخرة وقد عجز عنها الرّجال الأشدّاء ، مظهر العجائب أسد الله الغالب ذلك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام .