نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 477
164 - من استسلم لهلكة الدّنيا والآخرة هلك من كلام له عليه السّلام في الشّكّ وشعبه الأربع : التّماري ، والهول ، والتّردّد ، والاستسلام . قال عليه السّلام : « ومن استسلم لهلكة الدّنيا والآخرة هلك فيهما » . [1] الاستسلام لشيء : الانقياد له ، فيعقبه الجري عليه عملا وقولا على الإطلاق ، وهذا لم يسلم الإنسان معه من الهلاك ، إذا لم تكن المقاييس العقليّة والشّرعيّة تعدّله ومن هنا نهي الإلقاء بالأيدي إلى التّهلكة بقوله تعالى : « وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ الله ولا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وأَحْسِنُوا إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ » . [2] وفيه إشارات : منها : ترتّب التّهلكة على منع الإنفاق المستفاد من الأمر به في دفعها ، كما أنّ النّجاة منها مفهومة بنفس الإنفاق ، ولم يكتف على مجرّده ، حتّى أمر عزّ وجلّ بالإحسان المسبّب لحبّه ، ومن أحبّه كان في كنفه وحصنه الحصين عن أن تناله يد السّوء .