نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 472
162 - معلَّم نفسه ومؤدّبها أحقّ بالإجلال قال عليه السّلام : « من نصب نفسه للنّاس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ، ومعلَّم نفسه ، مؤدّبها أحقّ بالإجلال من معلَّم النّاس ومؤدّبهم . » [1] قال ابن أبي الحديد : الفروع تابعة للأصول ، فإذا كان الأصل معوجّا استحال أن يكون الفرع مستقيما ، كما قال صاحب المثل : ( وهل يستقيم الظَّل والعود أعوج ) ، فمن نصب نفسه للنّاس إماما ولم يكن قد علَّم نفسه ما انتصب ليعلَّمه النّاس ، كان مثل من نصب نفسه ليعلَّم النّاس الصّياغة ، والنّجارة ، وهو لا يحسن أن يصوغ خاتما ، ولا ينجر لوحا ، وهذا نوع من السّفه بل هو السّفه كلَّه . ثمّ قال عليه السّلام : وينبغي أن يكون تأديبه لهم بفعله وسيرته قبل تأديبه لهم بلسانه وذلك لأنّ الفعل أدلّ على حال الإنسان من القول . ثمّ قال : « ومعلَّم نفسه ومؤدّبها أحقّ بالإجلال من معلَّم النّاس