نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 41
وليس الإبراق والارعاد اهرنا في القول فحسب ، بل في العمل أيضا ، إذا كان بغير الَّذي أضمرته السّريرة ، فلا يفارقه الفشل ، لا محالة ، عند تبيّن الحال . 11 - أعذر بما أنذر من خطبة مطوّلة له عليه السّلام تسمّى بالغرّاء ، وهي من الخطب العجيبة ، أوّلها : « الحمد للَّه علا بحوله ، ودنا بطوله » - إلى أن قال عليه السّلام : - « أوصيكم بتقوى اللَّه الَّذي أعذر بما أنذر ، واحتجّ بما نهج . . . » . [1] وهو من الأمثال السّائرة . قال الميدانيّ : ( أعذر من أنذر ) : أي من حذّرك ما يحلّ بك ، فقد أعذر إليك : أي صار معذورا عندك . [2] وقال جار اللَّه : ( أعذر من أنذر ) : أي من حذّرك ما يحلّ بك ، فقد بالغ في العذر . [3] يرميان غرضا واحدا . ولعلّ إلى ذلك ينظر قوله تعالى : « عُذْراً أَوْ نُذْراً » . [4] قيل : معناه : عذرا للمحقّين ، ونذرا للمبطلين ، وصفان للملائكة الملقيات ذكرا . وللآية تفسير ، يطلب من مظانّه . ومن المحتمل أن تكون ( أو ) في « عذرا أو نذرا » بمعنى الواو ، وعليه يناسب المثل الجاري والحديث المرويّ : « أنا