نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 310
ويحرّضون الآخرين على القتال ، حتّى يستقرّ لهم الملك والسّلطة ، ولا يرعون جانب الحقّ . وذلك لم يخل منه كلّ إنسان على وجه البسيطة من معتركه الدّاخليّ بين العقل والشّهوة ومشتهياتهما ، فهو دائما بين الوثبة والنّكوص ، فإمّا ينخرط في جيش علويّ ، أو ملحق بمعاوية . 100 - قد يرى الحوّل القلَّب وجه الحيلة ودونها مانع من خطبة له عليه السّلام : « إنّ الوفا توأم الصّدق ، ولا أعلم جنّة أوقى منه ، وما يغدر من علم كيف المرجع . ولقد أصبحنا في زمان قد اتّخذ أكثر أهله الغدر كيسا ، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة . ما لهم قاتلهم الله قد يرى الحوّل القلَّب وجه الحيلة ودونها مانع من أمر الله ونهيه ، فيدعها رأي العين بعد القدرة عليها ، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدّين » . [1] علَّل توأميّة الوفاء للصّدق بأنّ الوفاء صدق في الحقيقة ألا ترى أنّه قد عاهد على أمر ، وصدق فيه ولم يخلف وكأنّهما أعمّ وأخصّ ، وكلّ وفاء صدق ، وليس كلّ صدق وفاء . فإن امتنع من حيث الاصطلاح تسمية الوفاء صدقا ، فلأمر آخر ، وهو أنّ الوفاء قد يكون بالفعل دون