responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 149


إنّ الَّذي سمك السّماء بنى لنا * بيتا دعائمه أعزّ وأطول وفي لفظ : « دامغ جيشات الأباطيل » يريد عليه السّلام : المهلك لما نجم وارتفع من الأباطيل ، وأصل الدّمغ من الدّماغ ، كأنّه الَّذي يضرب وسط الرّأس ، فيدمغ : أي يصيب الدّماغ . ومنه قول الله تعالى : « بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ » ، » [1] : أي يبطله . والدّماغ مقتل ، فإذا أصيب هلك صاحبه . و ( جيشات ) مأخوذ من جاش الشّيء ، إذا ارتفع . وجاش الماء إذا طما ، وجاشت النّفس . [2] والآية تناسب الدّمغ للباطل لا لصولة الإضلال ، ولذلك رواه جمع من الكتّاب : أي « الدّامغ جيشات الأباطيل » لا الدّامغ .
ثمّ في الخطبة استعارات وتمثيلات ، منها تمثيل الأضاليل أو الأباطيل بإنسان ذي دماغ ، يضربه الضّارب ضربا على الدّماغ فيهلك .
وكلّ هذه الأوصاف له صلَّى الله عليه وآله وسلَّم حيث أنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قد ختمت به نبوّة الأنبياء ، وفتحت به أبواب المعارف والعلوم الَّتي كانت مغلقة لم تهتد إليها القلوب ، وأنّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أظهر الحقّ في كلّ شيء ، وأوضح طرق الوصول إليه بالحقّ ، ودفع الأباطيل عنها : أي عن الطَّرق لأنّ الطَّريق إلى شيء إذا



[1] الأنبياء : 18 .
[2] غريب الحديث لابن قتيبة : ص : 143 - 146 .

149

نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست