نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 105
وإنّما يحذّر العباد عن الدّنيا وغرورها ، بما قد أخذ عليه السّلام قبل التّحذير حذره ، ويوصيهم بتقوى الله . وهو إمام المتّقين ، ورأس الزّهد والتّقوى . قال الشّارح : وأما الزّهد في الدّنيا ، فهو سيّد الزّهّاد ، وبدل الأبدال ، وإليه تشدّ الرّحال ، وعنده تنفضّ الأحلاس ما شبع من طعام قطَّ ، وكان أخشن النّاس مأكلا وملبسا . قال عبد الله بن رافع : « دخلت إليه يوم عيد ، فقدّم جرابا مختوما ، فوجدنا فيه خبز شعير يابسا مرضوضا ، فقدّم ، فأكل ، فقلت : يا أمير المؤمنين فكيف تختمه قال : خفت هذين الولدين أن يلتّاه بسمن أو زيت » . [1] إنّه اقتدى بأخيه رسول الله صلَّى الله عليهما وآلهما وسلَّم ، ولقد كان نبيّ الزّهّاد ، كما أنّ عليّ بن أبي طالب إمامهم ، بل وفاطمة الزّهراء والأحد عشر بهما مقتدون عليهم السّلام ، بل هو ديدن شيعتهم الصّادقين في تشيّعهم إلى يوم القيامة . ثمّ تشبيه الدّنيا بالبحر الموبق ، لا ينجي راكبه والسّفينة الدّنيويّة ، المائدة بأهلها . بل هنا سفينة ، من ركبها نجا ، ومن تخلَّف عنها غرق وهوى ، وهي أهل بيت الرّسول صلَّى الله عليهم وسلَّم . كما في النّبويّ المتّفق على نقله الفريقان : « مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلَّف عنها زجّ في النّار » .