نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 710
قال فتركه أكثر القوم لأجلها ، - إلى أن قال : - وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سماه محسنا - وجعلوا يقودون أمير المؤمنين عليه السلام إلى المسجد حتى أوقفوه بين يدي أبي بكر ، فلحقته فاطمة عليها السلام إلى المسجد لتخلصه ، فلم تتمكن من ذلك فعدلت إلى قبر أبيها فأشارت إليه بحزنة ونحيب وهي تقول : نفسي على زفراتها محبوسة * يا ليتها خرجت مع الزفرات لا خير بعدك في الحياة وإنما * أبكي مخافة أن تطول حياتي ثم قال : وا أسفاه عليك يا أبتاه ، واثكل حبيبك أبو الحسن المؤتمن وأبو سبطيك الحسن والحسين ، ومن ربيته صغيرا وواخيته كبيرا ، وأجل أحبائك لديك ، وأحب أصحابك عليك ، أولهم سبقا إلى الإسلام ومهاجرة إليك يا خير الأنام ، فها هو يساق في الأسر كما يقاد البعير . ثم إنها أنت أنة وقالت : وا محمداه ، وا حبيباه ، وا أباه ، و ( أبا القاسماه ، وا أحمداه ، واقلة ناصراه ، وا غوثاه ، وا طول كربتاه ، وا حزناه ، وا مصيبتاه ، وا سوء صباحاه ، وخرت مغشية عليها ، فضج الناس بالبكاء و النحيب وصار المسجد مأتما . ثم إنهم أوقفوا أمير المؤمنين عليه السلام بين يدي أبي بكر وقالوا له : مد يدك فبايع ، فقال : والله ، لا أبايع والبيعة لي في رقابكم . فروي عن عدي بن حاتم أنه قال : والله ، ما رحمت أحدا قط رحمتي علي بن أبي طالب عليه السلام حين أتي به ملببا بثوبه يقودونه إلى أبي بكر وقالوا : بايع ، قال : فإن لم أفعل ؟ قالوا : نضرب الذي فيه عيناك ، قال : فرفع رأسه إلى السماء ، وقال : اللهم إني أشهدك أنهم أتوا أن يقتلوني فإني عبد الله وأخو رسول الله ، فقالوا له : مد يدك فبايع فأبى عليهم فمدوا يده كرها ، فقبض على أنامله فراموا بأجمعهم فتحها فلم يقدروا ، فمسح عليها أبو بكر وهي مضمومة ، و هو عليه السلام يقول وينظر إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( يا ابن أم إن القوم استضعفوني و كادوا أن يقتلونني ) . قال الراوي : إن عليا عليه السلام خاطب أبا بكر بهذين البيتين :
710
نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 710