responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني    جلد : 1  صفحه : 511


لا يعرف إلا علمه ، فالطبيب يشارك الفلاح في أنه يأكل ، ولكنه يمتاز عنه بإدراك المنافع الطبية ، هكذا حكماء الأمة الاسلامية يشاركون الجهلاء في أنهم يفهمون الحوض كما فهموه ، ويردونه معهم كما يردونه ، ولكن هؤلاء يمتازون بأنهم قواد الأمة الذين يقودونها ، فماذا يقولون ؟
يقولون : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يريد معاني أرقي ، إن الجنة فيها ما لا عين رأت ، ولا اذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فليس الماء الذي هو أحلى من العسل ، و أبيض من الثلج كل شئ هناك وأي شئ عدد نجوم السماء ، ولماذا خصصت النجوم بالعدد ، والوضوء بالأثر ؟
والذي نقوله : إن الحوض يرمز به للعلم مع بقائه على ظاهره ، فما المسك الأذفر ، ولا أنواع الجواهر النفيسة من در وياقوت ، ولا حلاوة العسل التي في ذلك الماء ، ولا اتساع ذلك الحوض إلا أفانين العلم ومناظر بدائعه المختلفة المناهج ، العذبة المشارب ، السارة للناظرين .
إن هذه الأحاديث جاءت لترقية الأمة الاسلامية بأن يردوا حوض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالعلم ، وهذه الأحاديث تشير إلى أن هذه الأمة سينبغ منها أناس لا نظير لهم ستطهر نفوسهم ، ويكرعون من موارد العلوم الشريفة ، ويشربون من حوض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويدرسون العلوم التي بثها الله في هذه الدنيا ولا نهاية لها ، ولا يذرون شيئا مما خلق الله إلا عرفوه على مقدار طاقتهم . . . فيصبحون خلفاء الله في الأرض فالقرآن يطلب هذه العلوم كلها . فمن قرأ الفلك باعتبار أنه آثار جمال الله فقد ورد بعض حوض رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن درس الطب والحكمة و التشريع أو عجائب النمل أو النحل كذلك أو نظام كسوف الشمس والقمر فقد ورد بعض حوض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع طهارة نفوسهم .
هذا هو سر حديث الحوض يدلنا على أن هذه الأمة سيطول أمدها ، ستكون لهم دول وحكماء وعظماء وانظر كيف يقول : إن هذا الحوض ببعد عنه أناس هم

511

نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني    جلد : 1  صفحه : 511
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست