نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 423
رسول رب الرحمة ، بأبي أنتما وأمي ، يا شبلي محمد وضرغاميه ، يا ولديه و سبطيه ، يا سيدي شباب أهل الجنة المقربين من الرحمة والرضوان ، مرحبا بكم معاشر خيار أصحاب محمد وعلي وولديهما ، ما كان أعظم شوقي إليكم ، وما أشد سروري الآن بلقائكم ، يا رسول الله ! هذا ملك الموت قد حضرني ، ولا أشك في جلالتي في صدره لمكانك ومكان أخيك . فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كذلك هو ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ملك الموت ، فيقول : يا ملك الموت ! استوص بوصية الله في الإحسان إلى مولانا وخادمنا ومحبنا ومؤثرنا ، فيقول له ملك الموت : يا رسول الله ! مره أن ينظر إلى ما أعد الله له في الجنان ، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لينظر إلى العلو ، فينظر إلى ما لا يحيط به الألباب ، ولا يأتي عليه العدد والحساب ، فيقول ملك الموت : كيف لا أرفق بمن ذلك ثوابه ، وهذا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأعزته زواره ؟ يا رسول الله ! لولا أن الله جعل الموت عقبة لا يصل إلى تلك الجنان إلا من قطعها لما تناولت روحه ، ولكن لخادمك ومحبك هذا أسوة بك وبسائر أنبياء الله ورسله وأوليائه الذين أذيقوا الموت لحكم الله تعالى . ثم يقول محمد صلى الله عليه وآله وسلم : يا ملك الموت ! هاك أخانا قد سلمناه إليك ، فاستوص به خيرا ، ثم يرتفع هو ومن معه إلى روض الجنان ، وقد كشف من الغطاء والحجاب لعين ذلك المؤمن العليل ، فيراهم المؤمن هناك بعد ما كانوا حول فراشه ، فيقول : يا ملك الموت ! الوحي ، الوحي [1] ، تناول روحي ولا تلبثني ههنا فلا صبر لي عن محمد وأعزته ، وألحقني بهم ، فعند ذلك يتناول ملك الموت روحه فيسلها كما يسل الشعرة من الدقيق ، وإن كنتم ترون أنه في شدة فليس هو في شدة بل هو في رخاء ولذة .
[1] - كلمة تقال في الاستعجال ، والمعنى : البدار البدار .
423
نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 423