نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 42
وقال الحافظ أبو القاسم الحسكاني الحنفي من أعلام القرن الخامس الهجري في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ( ج 1 : ص 188 ، ط بيروت ) : عن أبي إسحاق الحميدي قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه السلام ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) . وقال أيضا في ص 192 : عن ابن عباس ، وجابر بن عبد الله ، قالا : أمر الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أن ينصب عليا للناس ليخبر هم بولايته . فتخوف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقولوا : حابى ابن عمه ، و أن يطعنوا في ذلك عليه . فأوحى الله إليه : ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك الآية ) . فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بولايته يوم غدير . أخي العزيز ! إذا لاحظت الأقوال المذكورة من تفاسير العامة فلاحظ نظر العلامة الطباطبائي في تفسيره الميزان . قال - رحمة الله عليه - ( ج 6 : ص 47 ) : فليس استلزام عدم تبليغ هذا الحكم ( أي ما انزل من ربك ) لعدم تبليغ غيره من الأحكام ، إلا لمكان أهميته ، ووقوعه من الأحكام في موقع لو أهمل أمره كان ذلك في الحقيقة إهمالا لأمر سائر الأحكام ، و صيرورتها كالجسد العادم للروح التي بها الحياة الباقية ، والحس والحركة ، وتكون الآية حينئذ كاشفة عن أن الله سبحانه كان قد أمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بحكم يتم به أمر الدين ، ويستوي به على عريشة القرار . وكان من المترقب أن يخالفه الناس ، ويقلبوا الأمر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحيث تنهدم ما بناه من بنيان الدين ، وتتلاشى أجزاؤه . وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتفرس ذلك ويخافهم على دعوته ، فيؤخر تبليغه إلى حين بعد حين ليجد له ظرفا صالحا وجوا آمنا عسى أن تنجح فيه دعوته ولا يخيب مسعاه . فأمره بتبليغ عاجل ، وبين له أهمية الحكم ، ووعده أن يعصمه من الناس ( أي عصمه الله من أن يعرض موضع التهمة وأن يقولوا : إنه سلطان لا نبي ، وإلا لا يخاف النبي لنفسه قال الله عز وجل : ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا الا الله وكفى بالله حسيبا [1] ) ، - وساق الكلام إلى أن قال - وهذا يؤيد ما وردت به النصوص من طرق الفريقين أن الآية نزلت في أمر ولاية على ، وأن الله أمر بتبليغها ، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخاف أن يتهموه في ابن عمه