responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني    جلد : 1  صفحه : 354


امنا حواء ؟ قالوا : صدقت أيها الملك ، قال : أفليس قد زوج بنيه من بناته وبناته من بنيه ؟ قالوا : صدقت هذا هو الدين ، فتعاقدوا على ذلك فمحا الله ما في صدورهم من العلم ، ورفع عنهم الكتاب ، فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب ، والمنافقون أشد حالا منهم ، قال الأشعث : والله ، ما سمعت بمثل هذا الجواب ، والله ، لا عدت إلى مثلها أبدا .
ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني . فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكئا على عصاه ، فلم يزل يتخطى الناس حتى دنا منه ، فقال : يا أمير المؤمنين ! دلني على عمل أنا إذا عملته نجاني الله من النار ، قال له : اسمع يا هذا ، ثم افهم ، ثم استيقن ، قامت الدنيا بثلاثة : بعالم ناطق مستعمل لعلمه ، وبغني لا يبخل بماله على أهل دين الله ، و بفقير صابر ، فإذا كتم العالم علمه ، وبخل الغني ، ولم يصبر الفقير ، فعندها الويل و الثبور ، وعندها يعرف العارفون بالله أن الدار قد رجعت إلى بدئها أي الكفر بعد الأيمان .
أيها السائل ! فلا تغترن بكثرة المساجد ، وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة و قلوبهم شتى ، أيها السائل ! إنما الناس ثلاثة : زاهد وراغب وصابر ، فأما الزاهد فلا يفرح بشئ من الدنيا أتاه ، ولا يحزن على شئ منها فاته ، وأما الصابر فيتمناها بقلبه ، فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها ، وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام .
قال له : يا أمير المؤمنين ! فما علامة المؤمن في ذلك الزمان ؟ قال : ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه ، وينظر إلى ما خالفه فيتبرأ منه وإن كان حميما قريبا ، قال : صدقت والله ، يا أمير المؤمنين ! ثم غاب الرجل فلم نره ، فطلبه الناس فلم يجدوه ، فتبسم علي عليه السلام على المنبر ثم قال : مالكم ؟ هذا أخي الخضر عليه السلام .
ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فلم يقم إليه أحد ، فحمد الله وأثنى عليه ، و صلى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال للحسن عليه السلام : يا حسن ! قم ، فاصعد المنبر فتكلم بكلام

354

نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست