responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني    جلد : 1  صفحه : 247


بعدي - وكأن بني عمه كانوا من شرار بني إسرائيل - فأعطني من واسع فضلك و عظم جودك وعطائك - لا بطريق الأسباب العادية - ولدا يرثني ويرث من آل يعقوب ، واجعله رب رضيا .
فاستجاب الله تبارك وتعالى دعاءه وتولى تسمية الولد بنفسه فقال : يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى فلما سمع هذه البشرى صار متعجبا ، فقال : من أي وجه كان لي ولد وامرأتي عاقر ، وقد ضعفت من الكبر ؟ وقال الله تعالى في رد كلامه :
يا زكريا ! إني إذا أردت شيئا كان دون أن يتوقف على الأسباب العادية التي رسمتها للحمل والولادة ، يا زكريا ! ليس خلق هذا الغلام الذي وعدتك بأعجب من خلق البشر جملة من العدم . قال زكريا : يا رب اجعل لي علامة تدلني على تحقق المسؤول . فقال الله تبارك وتعالى : علامتك على وجود المبشر به وحصول الحمل ألا تقدر على تكلم الناس بكلامهم المعروف ثلاث ليال وأنت صحيح الجسم ليست بك علة ولا مرض .
أخي العزيز ! أحب أن تلاحظ الآيات مرة أخرى بعين الدقة والنظر فإنه عليه السلام لما طلب من الله ولدا ونادى ربه نداء خفيا ، وقال : ولم أكن بدعائك رب شقيا ، استجاب الله عز شأنه دعاءه وبشره بغلام اسمه يحيى ، فما معنى لاستفهامه عليه السلام بقوله : أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا مع ذكره عليه السلام هذين الأمرين في ضمن دعائه وهو قوله تعالى حكاية عنه : ( قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا . . . وكانت امرأتي عاقرا ) ؟ أهذا استفهام إنكاري - العياذ بالله - ؟ لا ، لأنه لا يناسب مقام النبوة ، بل هو مبني على استعجابه عليه السلام .
قال العلامة الطباطبائي رحمه الله : ( فإن من بشر بما لا يتوقعه لتوفر الموانع وفقدان الأسباب تضطرب نفسه بادي ما يسمعها ، فيأخذ في السؤال عن خصوصيات ما بشر به ليطمئن قلبه ويسكن اضطراب نفسه فإن الخطورات النفسانية ربما لا تنقطع

247

نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست