نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 762
والمجد الباذخ ؟ وما كنتم إلا شظية كذا يخطفها العرب حتى بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم فلان له العباد في جميع البلاد ، وأما خروجي عليك يا ابن هند فغير متعذر إليك منه ، ولو كنت رأيتك ذلك اليوم لنفذت رمحي بين حضنيك ، والله ما أحببناك مذ أبغضناك ، ولا بعنا السيوف التي بها ضربناك . فقال معاوية لصاحب إذنه : أخرجه عني وأدخل علي صعصعة بن صوحان ، فلما دخل عليه نظر فإذا الرجال عليهم السلاح وقوف ، ومعاوية جالس على سريره ، فقال صعصعة : سبحان الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر يرفع بها صوته - ، فالتفت معاوية يمنة ويسرة فلم ير شيئا يفزعه ، فقال : يا صعصعة أظنك تدري ما الله ؟ فقال : بلى والله يا معاوية ربنا ورب آبائنا الأولين ، وإنه لبالمرصاد من وراء العباد ، فقال معاوية : يا صعصعة ! ما كنت أحب أن تقوم هذا المقام حتى يصيبك ظفر من أظفاري ، قال : وأنا يا معاوية لقد أحببت أن لا أحييك بتحية الخلافة حتى تجري مقادير الله فيك . فالتفت معاوية إلى عمرو بن العاص وقال : أوسع لصعصعة ليجلس إلى جانبك ، فقال عمرو : لا ، والله ، لا أوسعت له على ترابيته ، فقال صعصعة : نعم ، والله ، يا عمرو ! إني لترابي ومن عبيد أبي تراب ، ولكنك مارج من نار ، منها خلقت ، وإليها تعود ، و منها تبعث إن شاء الله ، فقال معاوية : يا صعصعة والله إني هممت أن أحبس عطايا أهل العراق في هذه السنة ، فقال صعصعة : والله ، يا معاوية ! لو رمت ذلك منهم لدهمك مائة ألف أمرد على مائة ألف أجرد ، وصيروا بطنك ميادين لخيولهم ، و قطعوك بسيوفهم ورماحهم ، قال : فامتلأ معاوية غيظا ، وأطرق طويلا ثم رفع رأسه وقال : لقد أكرمنا الله حيث يقول لنبيه ( وإنه لذكرى لك ولقومك [1] ونحن قومه ، و
[1] - الزخرف ، 43 : 44 ، وفي المصحف : ( لذكر لك ) .
762
نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 762