نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 466
الصراط فلا يجوز على الصراط إلا من كانت معه براءة بولايتك [1] . 2 - قال الشيخ المفيد رحمه الله في شرح كلام الصدوق رحمه الله : ( الصراط في اللغة هو الطريق ، فلذلك سمي الدين صراطا لأنه طريق إلى الثواب ، وله سمي الولاء لأمير المؤمنين والأئمة من ذريته : صراطا ، ومن معناه قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( أنا صراط الله المستقيم وعروته الوثقى التي لا انفصام لها ) يعني أن معرفته والتمسك به طريق إلى الله سبحانه ، وقد جاء الخبر بأن الطريق يوم القيامة إلى الجنة كالجسر تمر به الناس ، وهو الصراط الذي يقف عن يمينه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وعن شماله أمير المؤمنين عليه السلام ، ويأتيهما النداء من الله تعالى : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد [2] . وجاء الخبر أنه لا يعبر الصراط يوم القيامة إلا من كان معه براءة من علي بن أبي طالب عليه السلام من النار ، وجاء الخبر بأن الصراط أدق من الشعرة ، وأحد من السيف على الكافر ، والمراد بذلك أنه لا يثبت لكافر قدم على الصراط يوم القيامة من شدة ما يلحقهم من أهوال القيامة ومخاوفها ، فهم يمشون عليه كالذي يمشي على الشئ الذي هو أدق من الشعرة وأحد من السيف ، وهذا مثل مضروب لما يلحق الكافر من الشدة في عبوره على الصراط ، وهو طريق إلى الجنة وطريق إلى النار ، يسير العبد منه إلى الجنة ويرى من أهوال النار . وقد يعبر به عن الطريق المعوج ، فلهذا قال الله تعالى : وأن هذا صراطي مستقيما [3] ، فميز بين طريقه الذي دعا إلى سلوكه من الدين وبين طرق الضلال . و قال تعالى فيما أمر عباده من الدعاء وتلاوة القرآن : إهدنا الصراط المستقيم ( 4 ) ، فدل على أن سواه صراط غير مستقيم ، وصراط الله دين الله ، وصراط الشيطان