نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 437
وقال العلامة الشهيد ، السيد محمد علي القاضي الطباطبائي رحمه الله في تعليقته على ( الأنوار النعمانية ) : ( إعلم أن الاعتقاد بحضور النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين بل الأئمة من ولده عليهم السلام عند المحتضر من اعتقادات الإمامية ومن العقائد الحقة الخاصة بهم ، وعليه ضرورة مذهبهم ، وقد أخذوا وتعلموا هذا الاعتقاد عن أهل البيت سلام الله عليهم ، والدليل العقلي الذي أوجب لسيدنا علم الهدى ، وشيخه الأعظم ، شيخنا المفيد ، أن ذهبا إلى تأويل الدلائل النقلية الواردة عن أئمتنا : فهو بالنظر إلى الأجسام الطبيعية المادية ومكانها دليل تام لا شك فيه بحسب الظاهر ، فإن من الواضح أن حضور الجسم الواحد في آن واحد وحالة واحدة في أمكنة متعددة وجهات مختلفة غير ممكن ، ولكن لما لم يتحقق في زمن السيد رحمه الله هذه المباحث على نحو التحليل العلمي ، لذا ذهب السيد رحمه الله إلى ذلك التأويل ، وأما اليوم فقد حقق في محله أن حضورهم عليهم السلام عند المحتضر لا ينحصر أن يدن في مكان الأجسام الطبيعية كما يتخيل في بادي النظر حتى يرد ذلك الأشكال العقلي ، بل من الممكن أن يكون حضورهم في مكان الأجسام اللطيفة أو مكان الأرواح المجردة . . . ولهم عليهم السلام بحسب نفوسهم القدسية القدرة والاستعداد بالتصرف في جميع الأمكنة من أمكنة الأجسام الكثيفة واللطيفة والأرواح الأدنى والوسطى والعليا ، وإحاطة التصرف في عالم الملك والملكوت بإذن الله تعالى وإقداره . نعم ، إن كان المكان منحصرا إلى مكان الجسم المادي فقط فيرد حينئذ ذلك الأشكال العقلي ، ولكن ليس كذلك [1] . وعنه رحمه الله - أيضا : ( ومما هو جدير بالذكر هنا أن لبعض المحققين في تحقيق تعدد الأمكنة كلمة قيمة لا مجال لذكرها تفصيلا ، وأما إجمالها فهو : ( أن قسم