نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 57
غير فرار [1] ، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه " . قال : فلما أصبحنا جثونا على الركب [2] فلم نره يدعو أحدا منا ، ثم نادي أين علي بن أبي طالب ؟ فجئ به وهو أرمد [3] . فتفل في عينه ، وأعطاه الراية ففتح الله على يد [ ي ] ه . قلنا : فما الرابعة ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج غازيا إلى تبوك واستخلف عليا على الناس فحسدته قريش ، وقالوا : إنما خلفه لكراهية صحبته قال : فانطلق في أثره حتى لحقه فأخذ بغرز ناقته [4] ، ثم قال : إني لتابعك ، قال : ما شأنك ؟ فبكى وقال : إن قريشا تزعم أنك إنما خلفتني لبغضك لي وكراهيتك صحبتي [5] . قال : فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مناديه فنادى في الناس ، ثم قال : أيها الناس أفيكم أحد إلا وله من أهله خاصة ؟ قالوا : أجل ، قال : فإن علي بن أبي طالب خاصة أهلي وحبيبي إلى قلبي . ثم أقبل على أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي [6] ؟ ! فقال علي عليه السلام : رضيت عن الله ورسوله . ثم قال سعد : هذه أربعة ، وإن شئتما حدثتكما بخامسة . قلنا : قد شئنا ذلك . قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع ، فلما عاد نزل
[1] الكرة : الرجعة والجمع كرات مثل مرة ومرات ، أي يرجع إلى قتل الأعداء مرة بعد مرة ولا يفر من الزحف أبدا . [2] جثا يجثو : جلس على ركبتيه أو قام على أطراف أصابعه . [3] الرمد : هيجان العين ، كل ما يؤلمها ، والرجل رمد وأرمد . [4] الغرز بالفتح : ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب . [5] لا يقال : إن عليا عليه السلام هو الذي لا تأخذه في الله لومة لائم ، فكيف انزعج من القول الزور فيه ، فربما فعل ذلك حتى ينص رسول الله صلى الله عليه وآله عليه نصا يفحم بذلك المقلقين ويكون ذلك له معتصما لإثبات خلافته عنه صلى الله عليه وآله فيما بعد . [6] لنا معاشر الإمامية في إثبات إمامته عليه السلام بذلك كلام أورده المحدثون والمتكلمون في كتبهم وأشبعوا القول فيه ، ولولا خوف الملال وضيق المجال لنورده هناك وإن أردت الاطلاع فراجع : معاني الأخبار للصدوق ( ره ) : 74 والاقتصاد للطوسي ( ره ) : 222 وكنز الفوائد للكراجكي ( ره ) : 274 .
57
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 57