نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 56
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا وما فيها أعمر فيها عمر نوح . قلنا : سمهن [ لنا ] ، قال : ما ذكرتهن إلا وأنا أريد أن أسميهن : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر ببراءة لينبذ إلى المشركين ، فلما سار ليله أو بعض ليله بعث بعلي بن أبي طالب نحوه فقال : اقبض ببراءة منه واردده إلي . فمضى إليه أمير المؤمنين عليه السلام فقبض براءة منه ورده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما مثل بين يديه عليه السلام بكى [1] ، وقال : يا رسول الله أحدث في شئ أم نزل في قرآن ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لم ينزل فيك قرآن [ و ] لكن جبرئيل عليه السلام جاءني عن الله عز وجل فقال : لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك ، وعلي مني وأنا من علي ، ولا يؤدي عني إلا علي " [2] . قلنا له : وما الثانية ؟ قال : كنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وآل علي وآل أبي بكر وآل عمر وأعمامه ، قال : فنودي فينا ليلا اخرجوا من المسجد إلا آل رسول الله وآل علي ، قال : فخرجنا نجر قلاعنا [3] ، فلما أصبحنا أتاه عمه حمزة فقال : يا رسول الله أخرجتنا وأسكنت هذا الغلام ، ونحن عمومتك ومشيخة أهلك ؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ما أنا أخرجتكم ، ولا أنا أسكنته ولكن الله عز وجل أمرني بذلك " . قلنا له : فما الثالثة ؟ قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برايته إلى خيبر مع أبي بكر فردها ، فبعث بها مع عمر فردها ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : " لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، كرارا
[1] يعني أبا بكر . [2] وذلك لما كان المعاهدة بين رسول الله صلى الله عليه وآله نفسه وبين المشركين بإمضاء الطرفين فلا يمكن عندهم الغاؤها وإبطالها لغيرهما إلا لمن يكون هو بمنزلتهما ، وعلي عليه السلام هو بمنزلة نفس النبي صلى الله عليه وآله دون أبي بكر وغيره من الصحابة : [3] قال الجزري : " وفي حديث سعد قال : لما نودي : ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وآل على ، خرجنا من المسجد نجر قلاعنا " أي كنفنا وأمتعتنا ، واحدها : قلع بالفتح ، وهو الكنف يكون فيه زاد الراعي ومتاعه " .
56
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 56