نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 352
ما تتابعني نفسي ، ولا تحملني رجلي أن أنصرف حتى أرى أمير المؤمنين صلوات الله عليه . قال : فتلبث ، فدخل ، ولم يلبث أن خرج ، فقال لي : ادخل ، فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء ، قد نزف [1] واصفر وجهه ، ما أدري وجهه أصفر أو العمامة ، فأكببت عليه ، فقبلته و بكيت ، فقال لي : لا تبك يا أصبغ ، فإنها والله الجنة ، فقلت له : جعلت فداك إني أعلم والله أنك تصير إلى الجنة ، وإنما أبكي لفقداني إياك يا أمير المؤمنين ، جعلت فداك حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإني أراني لا أسمع منك حديثا بعد يومي هذا أبدا . فقال : نعم يا أصبغ ، دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فقال لي : يا علي انطلق حتى تأتي مسجدي ، ثم تصعد على منبري ، ثم تدعو الناس إليك ، فتحمد الله عز وجل وتثني عليه ، وتصلي علي صلاة كثيرة ، ثم تقول : أيها الناس ! إني رسول الله إليكم ، وهو يقول لكم : [ ألا ] إن لعنة الله ولعنة ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين ولعنتي على من انتمى إلى غير أبيه [2] أو ادعى إلى غير مواليه ، أو ظلم أجيرا أجره . فأتيت مسجده ، وصعدت منبره ، فلما رأتني قريش ومن كان في المسجد أقبلوا نحوي ، فحمدت الله ، وأثنيت عليه وصليت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة كثيرة ، ثم قلت : أيها الناس إني رسول رسول الله إليكم ، وهو يقول لكم : ألا إن لعنة الله ولعنة ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين ولعنتي على من انتمى إلى غير أبيه ، أو ادعى إلى غير مواليه ، أو ظلم أجيرا أجره . قال : فلم يتكلم أحد من القوم إلا عمر بن الخطاب فإنه قال : قد أبلغت 22
[1] نزف الدم فلانا : خرج منه دم كثير حتى يضعف فهو نزيف . [2] أي انتسب واعتزى .
352
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 352