responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 313


لك والجمال ؟ قال : نعم أيها الملك ، كل آبائي كان لهم هذا النور والجمال والبهاء ، فقال له أبرهة : لقد فقتم الملوك فخرا وشرفا ، ويحق لك أن تكون سيد قومك . ثم أجلسه معه على سريره ، وقال لسائس فيله الأعظم وكان فيلا أبيض عظيم الخلق [1] له نابان مرصعان بأنواع الدر والجوهر ، وكان الملك يباهي به ملوك الأرض : أتيني به ، فجاء به [2] سائسه ، وقد زين بكل زينة حسنة ، فحين قابل وجه عبد المطلب سجد له ولم يك يسجد لملكه ، وأطلق الله لسانه بالعربية ، فسلم على عبد المطلب .
فلما رأى الملك ذلك ارتاع له [3] ، وظنه سحرا ، فقال : ردوا الفيل إلى مكانه ، ثم قال لعبد المطلب : فيم جئت ؟ فقد بلغني سخاؤك وكرمك وفضلك ، ورأيت من هيئتك وجمالك وجلالك ما يقتضي أن أنظر في حاجتك ، فسلني ما شئت وهو يرى أنه يسأله في الرجوع عن مكة فقال له عبد المطلب : إن أصحابك غدوا على سرح لي فذهبوا به ، فمرهم برده علي .
قال : فتغيظ الحبشي من ذلك وقال لعبد المطلب : لقد سقطت من عيني ، جئتني تسألني في سرحك وأنا قد جئت لهدم شرفك وشرف قومك ومكرمتكم التي تتميزون بها من كل جيل ، وهو البيت الذي يحج إليه من كل صقع في الأرض ، فتركت مسألتي في ذلك وسألتني في سرحك ؟ !
فقال له عبد المطلب : لست برب البيت الذي قصدت لهدمه ، وأنا رب سرحي الذي أخذه أصحابك ، فجئت أسألك فيما أنا ربه ، وللبيت رب هو أمنع له من الخلق كلهم ، وأولى به منهم . فقال الملك : ردوا عليه سرحه ، وازحفوا إلى البيت أنقضوه حجرا حجرا ، فأخذ عبد المطلب سرحه وانصرف إلى مكة ، وأتبعه الملك بالفيل الأعظم مع الجيش لهدم البيت ، فكانوا إذا



[1] في نسخة : " وكان فيلا أعظم أبيض الخ " .
[2] في المطبوعة : " فجاءه به " .
[3] أي فزع منه .

313

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست