نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 261
أبي بكر : سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو . أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله فيما أنتم عنه مسؤولون [1] ، وإليه تصيرون ، فإن الله تعالى يقول : " كل نفس بما كسبت رهينة [2] " ، ويقول : " ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير [3] ، ويقول : " فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون [4] " . فاعلموا يا عباد الله إن الله جل وعز سائلكم عن الصغير من عملكم والكبير ، فإن يعذب فنحن أظلم ، وإن يعف فهو أرحم الراحمين [5] . يا عباد الله إن أقرب ما يكون العبد إلى المغفرة والرحمة حين يعمل لله بطاعته ، وينصحه في التوبة . عليكم بتقوى الله ، فإنها تجمع من الخير ما لا يجمع غيرها [6] ، ويدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا وخير الآخرة ، قال الله عز وجل : " وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين [7] " .
[1] في الغارات زاد هنا : " فأنتم به رهن " والظاهر أن هذا سقط من النسخ لوجودها في الآية الدالة عليه . [2] المدثر : 38 . [3] آل عمران : 28 . وقوله " نفسه " أي عقابه وأخذه . [4] الحجر : 92 ، 93 . [5] كذا في ساير نسخ الحديث ، وفي النهج : " فإن يعذب فأنتم أظلم وأن يعف فهو أكرم " . والمظنون أن لفظة " الراحمين " زيادة من الكتاب . والمعنى : فأنتم أظلم من أن لا تعذبوا ، أو لا تستحقوا العقاب ، وأن يعف فهو أكرم من أن لا يعفو أو يستغرب منه العفو ، أو المعنى أنه سبحانه أن عذب فظلمكم أكثر من عذابه ولا يعاقبكم بمقدار الذنب ، وأن يعف فكرمه أكثر من ذلك العفو ويقدر على أكثر منه وربما يفعل أعظم منه ( هامش الغارات نقلا عن معالم الزلفى ص 74 ) . [6] كذا صححناه من الغارات وفي النسخ : " فإنها تجمع من الخير ولا خير غيرها " . وفي بعضها " من الخير ما لا خير غيرها " . [7] النحل : 30 .
261
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 261