responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 202


الفساد في الأرض بغير حق . فاستعينوا بالله ، وارجعوا إلى طاعة الله ، وطاعة من هو أولى بالطاعة ممن اتبع وأطيع [1] .
فالحذر الحذر من قبل الندامة والحسرة ، والقدوم على الله ، والوقوف بين يديه . وتالله ما صدر قوم قط عن معصية الله إلا إلى عذابه ، وما آثر [2] قوم قط الدنيا على الآخرة إلا ساء منقلبهم وساء مصيرهم . وما العلم بالله و العمل بطاعته إلا إلفان مؤتلفان ، [ ف‌ ] من عرف الله خافه ، فحثه الخوف على العمل بطاعة الله . وإن أرباب العلم وأتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له [3] و رغبوا إليه ، وقد قال الله تعالى : " إنما يخشى الله من عباده العلماء " [4] . فلا تلتمسوا شيئا مما في هذه الدنيا بمعصية الله ، واشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله ، واغتنموا أيامها ، واسعوا لما فيه نجاتكم غدا من عذاب الله ، فإن ذلك أقل للتبعة ، وأدنى من العذر ، وأرجى للنجاة .
فقدموا أمر الله وطاعته وطاعة من أوجب الله طاعته بين يدي الأمور كلها ، ولا تقدموا الأمور الواردة عليكم من الطواغيت ، من فتن زهرة الدنيا [5] بين يدي أمر الله وطاعته وطاعة أولي الأمر منكم .
واعلموا أنكم ونحن عباد الله [6] ، يحكم علينا وعليكم سيد حاكم غدا ، وهو موقفكم ومسائلكم ، فأعدوا الجواب قبل الوقوف والمسألة والعرض على رب العالمين ، يومئذ لا تكلم نفس إلا بإذنه [7] .



[1] في البحار والمطبوعة : " من طاعة من اتبع وأطيع " .
[2] في بعض النسخ : " ولا آثر " .
[3] أي هم الذين عرفوا الله وآمنوا به وعملوا بدينه .
[4] الفاطر : 28 .
[5] في الروضة والبحار : " وفتنة زهرة الدنيا " وهكذا في التحف .
[6] في التحف وبعض نسخ الحديث : " واعلموا أنكم عبيد الله ونحن معكم " .
[7] اقتباس من قوله تعالى في سورة هود : 105 : " يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه " .

202

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست