نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 160
حلوا ، وكدر منها ما كان صفوا ، فلم تبق منها إلا سملة كسملة الأداوة [1] ، أو جرعة كجرعة الإناء [2] ، لو تمززها العطشان لم ينقع بها [3] . فأزمعوا [4] بالرحيل عن هذه الدار المقدور على أهلها الزوال ، الممنوع أهلها من الحياة ، المذللة فيها أنفسهم بالموت ، فلا حي يطمع في البقاء ، ولا نفس إلا مذعنة بالمنون [5] ، ولا يعللكم [6] الأمل ، ولا يطول عليكم الأمد ، ولا تغروا منها بالآمال . ولو حننتم حنين الوله العجال [7] ، ودعوتم مثل حنين الحمام ، وجأرتم
[1] السملة بالتحريك : ما بقي في الإناء من الماء القليل بعد استخراجه . والأداوة : المطهرة ، إناء صغير من جلد يشرب منه ويتطهر به . [2] في النهج : " وجرعة كجرعة المقلة " ، والمقلة : الحصاة ، كانوا إذا أعوزهم الماء في الأسفار يضعونها في الإناء ثم يصبون عليها الماء إلى أن يغمرها ، يقدرون بذلك ويقتسمون الماء بينهم ليشربوا من أولهم إلى آخرهم . [3] التمزز : تمصص الشراب قليلا قليلا كأنه يتذوقه ولا يريد أن يشربه ، والنقع : سكون العطش والري من الماء . [4] يقال : أزمع الأمر وبه وعليه : أجمع أو ثبت عليه ، أي اعزموا عليه . والمراد من العزم على الرحيل مراعاته والعمل له . وفي البحار : " فآذنوا بالرحيل " . [5] المنون بالفتح : الدهر ، يقال : ريب المنون أي حوادث الدهر وأوجاعه والمنون بالضم : الموت . [6] علله بكذا : شغله ولهاه به ، أي إياكم وأن يشغلكم الأمل عن الأمور الواجبة الإلهية فيطول عليكم الأمد فتكونوا كمن قال سبحانه : " فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون " . وفي النهج : " ولا يغلبنكم فيها الأمل " . [7] حن إليه : اشتاق . الوله بضم الواو وتشديد اللام : جمع الوالهة ، يطلق على الناقة إذا اشتد وجدها على ولدها . العجال : جمع عجلى ، وهي الناقة السريعة كأنها تسرع حيارى لتفقد ولدها ولا تجده .
160
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 160