نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 71
قال : فهو مع عبد الله في هذا ونحوه إذ أقبل سواد كثير من قبل جبال طيئ ، فقال أمير المزمنين ( عليه السلام ) : انظروا ما هذا ؟ وذهبت الخيل تركض ، فلم تلبث أن رجعت فقيل له : هذه طيئ قد جاءتك تسوق الغنم والإبل والخيل ، فمنهم من جاءك بهداياه وكرامته ، ومنهم من يريد النفور معك إلى عدوك . فقال أمير المؤمنين : جزى الله طيا خيرا " وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما " [1] . فلما انتهوا إليه سلموا عليه ، قال عبد الله بن خليفة : فسرني والله ما رأيت من جماعتهم وحسن هيئتهم ، وتكلموا فأقروا والله عيني ، ما رأيت خطيبا أبلغ من خطيبهم ، وقام عدي بن حاتم الطائي ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإني كنث أسلمت على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأديت الزكاة على عهده ، وقاتلت أهل الردة من بعده ، أردت بذلك ما عند الله ، وعلى الله ثواب من أحسن واتقى ، وقد بلغنا أن رجالا من أهل مكة نكثوا بيعتك ، وخالفوا عليك ظالمين ، فأتينا لنصرك بالحق ، فنحن بين يديك ، فمرنا بما أحببت ثم أنشأ يقول : بحق نصرنا الله من قبل ذاكم * وأنت بحق جئتنا فستنصر سنكفيك دون الناس طرا بنصرنا * وأنت به من سائر الناس أجدر فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : جزاكم الله من حي عن الاسلام وعن أهله خيرا ، فقد أسلمتم طائعين ، وقتلتم المرتدين ، ونويتم نصر المسلمين . وقام سعيد بن عبيد البحتري من بني بحتر ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إن من الناس من يقدر أن يبين بلسانه عما في قلبه ، ومنهم من لا يقدر أن يبين ما يجد في نفسه بلسانه ، فان تكلف ذلك شق عليه ، وإن سكت عما في قلبه برح به الهم والبرم ،