نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 637
تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرا . وقال لي : إنك تبقى حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك . ثم قال لي : ائذن لي على أبيك ، فدخل أبو جعفر على أبيه فأخبره الخبر ، وقال : إن شيخا بالباب ، وقد فعل بي كيت وكيت ، فقال : يا بني ذلك جابر بن عبد الله . ثم قال : أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال وفعل بك ما فعل ؟ قال : نعم إنا لله ، إنه لم يقصدك فيه بسوء ، ولقد أشاط بدمك . ثم أذن لجابر ، فدخل عليه فوجده في محرابه ، قد أنضته العبادة ، فنهض علي ( عليه السلام ) فسأله عن حاله سؤالا حفيا [1] ، ثم أجلسه بجنبه ، فأقبل جابر عليه يقول : يا بن رسول الله ، أما علمت أن الله ( تعالى ) إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم ، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك ؟ قال له علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : يا صاحب رسول الله ، أما علمت أن جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له ، وتعبد - بأبي هو وأمي - حتى انتفخ الساق وورم القدم ، وقيل له : أتفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ! قال : أفلا أكون عبدا شكورا . فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) وليس يغني فيه من قول يستميله من الجهد والتعب إلى القصد ، قال له : يا بن رسول الله ، البقيا على نفسك ، فإنك لمن أسرة بهم يستدفع البلاء ، وتستكشف اللاواء [2] ، وبهم تستمطر السماء . فقال : يا جابر ، لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما ( صلوات الله عليهما ) حتى ألقاهما ؟ فأقبل جابر على من حضر فقال لهم : والله ما أرى في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب ( عليهما السلام ) ، والله لذرية علي بن الحسين ( عليهما السلام ) أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب ، إن منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .