نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 466
رفع رأسه قال له : امض لما أمرت فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي ، ومرني بما شئت أكن فيه كمسرتك ، واقع منه بحيث مرادك ، وإن توفيقي إلا بالله . قال : وإن القى عليك شبه مني ، أو قال : شبهي ، قال : إن - بمعنى نعم [1] - قال : فارقد على فراشي واشتمل ببردي الحضرمي ، ثم إني أخبرك يا علي أن الله ( تعالى ) يمتحن أولياءه على قدر إيمانهم ومنازلهم من دينه ، فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل ، وقد امتحنك يا بن عم وامتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم والذبيح إسماعيل ، فصبرا صبرا ، فإن رحمة القريب من المحسنين . ثم ضمه النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى صدره وبكى إليه وجدا به ، وبكى علي ( عليه السلام ) جشعا [2] لفراق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . واستتبع رسول ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر بن أبي قحافة وهند بن أبي هالة ، فأمرهما أن يقعدا له بمكان ذكره لهما من طريقه إلى الغار ، ولبث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بمكانه مع علي ( عليه السلام ) يوصيه ويأمره في ذلك بالصبر حتى صلى العشاءين . ثم خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في فحمة العشاء الآخرة ، والرصد من قريش قد أطافوا بداره ، ينتظرون أن ينتصف الليل وتنام الأعين ، فخرج وهو يقرأ هذه الآية ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) [3] وأخذ بيده قبضة من تراب ، فرمى بها على رؤوسهم ، فما شعر القوم به حتى تجاوزهم ، ومضى حتى أتى إلى هند وأبي بكر فنهضا معه ، حتى وصلوا إلى الغار . ثم رجع هند إلى مكة بما أمره به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ودخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأبو بكر إلى الغار ، فلما غلق الليل أبوابه وأسدل أستاره وانقطع
[1] تأتي ( إن ) بمعنى ( نعم ) من أحرف الجواب . [2] الجشع : أشد الحرص . [3] سورة يس : 36 : 9 .
466
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 466