نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 465
فقال له أبو جهل : لكن أرى لكم أن تعمدوا إلى قبائلكم العشرة ، فتنتدبوا من كل قبيلة رجلا نجدا [1] ، ثم تسلحوه حساما عضبا [2] ، وتمهل الفتية حتى إذا غسق الليل وغور بيتوا بابن أبي كبيشة بياتا ، فيذهب دمه في قبائل قريش جميعا فلا يستطع بنو هاشم وبنو المطلب مناهضة قبائل قريش في صاحبهم ، فيرضون حينئذ بالعقل [3] منهم ، فقال صاحب رأيهم : أصبت يا أبا الحكم . ثم أقبل عليهم فقال : هذا الرأي فلا تعدلوا به رأيا ، وأوكئوا في ذلك أفواهكم [4] حتى يستتب أمركم ، فخرج القوم عزين [5] ، وسبقهم بالوحي بما كان من كيدهم جبرئيل ( عليه السلام ) ، فتلا هذه الآية على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) [6] . فلما أخبره جبرئيل ( عليه السلام ) بأمر الله في ذلك ووحيه ، وما عزم له من الهجرة ، دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) ، وقال له : يا علي إن الروح هبط علي بهذه الآية آنفا ، يخبرني أن قريشا اجتمعوا على المكر بي وقتلي ، وأنه أوحى إلي ربي ( عز وجل ) أن أهجر دار قومي ، وأن انطلق إلى غار ثور تحت ليلتي ، وأنه أمرني أن آمرك بالمبيت على ضجاعي - أو قال : مضجعي - ليخفى بمبيتك عليه أثري ، فما أنت قائل ، وما صانع ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : أو تسلم بمبيتي هناك يا نبي الله ؟ قال : نعم ، فتبسم علي ( عليه السلام ) ضاحكا ، وأهوى إلى الأرض ساجدا ، شكرا بما أنبأه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من سلامته ، وكان علي ( صلوات الله عليه ) أول من سجد لله شكرا ، وأول من وضع وجهه على الأرض بعد سجدته من هذه الأمة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما
[1] النجد : الشجاع . [2] أي قاطعا . [3] العقل : الدية . [4] أي سدوها . [5] العزون : جمع عزة ، وهي الفرقة من الناس . [6] سورة الأنفال 8 : 30 .
465
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 465