نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 25
أبو الحسن علي بن محمد بن حبيش الكاتب ، قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني ، قال : أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن عثمان ، قال : حدثنا علي بن محمد بن أبي سعيد ، عن فضيل بن الجعد ، عن أبي إسحاق الهمداني ، قال : لما ولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليه ) محمد بن أبي بكر مصر وأعمالها كتب له كتابا ، وأمره أن يقرأه على أهل مصر ، وليعمل بما وصاه به فيه ، وكان الكتاب : بسم الله الرحيم الرحيم من عبد الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى أهل مصر ومحمد بن أبي بكر . سلام عليكم ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو . أما بعد : فإني أوصيكم . بتقوى الله فيما أنتم عنه مسؤولون وإليه تصيرون ، فإن الله تعالى يقول : " كل نفس بما كسبت رهينة " [1] ويقول : " ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير " [2] ويقول : " فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون " [3] . فاعلموا عباد الله أن الله عز وجل سائلكم عن الصغير من عملكم والكبير فإن يعذب فنحن أظلم ، وإن يعف فهو أرحم الراحمين . يا عباد الله ، إن أقرب ما يكون العبد إلى المغفرة والرحمة حين يعمل الله بطاعته وينصحه بالتوبة ، عليكم بتقوى الله ، فإنها تجمع الخير ولا خير غيرها ، ويدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا وخير الآخرة ، قال الله ( عز وحل ) : " وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين " [4] . اعلموا يا عباد الله أن المؤمن يعمل لثلاث من الثواب : إما لخير ( الدنيا ) فإن الله
[1] سورة المدثر 74 : 38 . [2] سورة آل عمران 3 : 28 . [3] سورة الحجر 15 : 92 و 93 . [4] سورة النحل 16 : 30 .
25
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 25