نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 53
ولم يشرك أمير المؤمنين عليه السلام في هذه المنقبة أحد من أهل الاسلام ، ولا اختص بنظير لها - على حال ، ولا مقارب لها في الفضل بصحيح الاعتبار . وفي أمير المؤمنين عليه السلام ومبيته على الفراش ، أنزل الله تعالى ( ومن الناس من يشري نفسة ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد " [1] . ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله كان أمين قريش على ودائعهم ، فلما فجأه من الكفار ما أحوجه إلى الهرب من مكة بغتة ، لم يجد في قومه وأهله في يأتمنه على ما كان مؤتمنا عليه سوى أمير المؤمنين عليه السلام فاستخلفه في رد الودائع إلى أربابها ، وقضاء ما عليه من دين لمستحقيه ، وجمع بناته ونساء أهله وأزواجه والهجرة بهم إليه ، ولم ير أن أحدا يقوم مقامه في ذلك من كافة الناس ، فوثق بأمانته ، وعول على نجدته وشجاعته ، واعتمد في الدفاع عن أهله وحامته على بأسه وقدرته ، واطمأن إلى ثقته على أهله وحرمه ، وعرف من ورعه وعصمته
[1] البقرة 2 : 207 . ( 2 ) ورد حديث المبيت في تاريخ مدينة دمشق - ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام - 1 : 153 - 155 ، تاريخ بغداد 13 : 191 ، أسد الغابة 4 : 19 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 39 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 4 ، مسند أحمد 1 : 348 ، التفسير الكبير للفخر الرازي 15 ذخائر العقبى : 87 .
53
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 53