responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 52


فوهب أمير المؤمنين عليه السلام نفسه لله وشراها من الله في طاعته ، وبذلها دون نبيه عليه وآله السلام لينجو به من كيد الأعداء ، وتتم له بذلك السلامة والبقاء وينتظم له به الفرض في الدعاء إلى الملة وإقامة الدين وإظهار الشريعة . فبات عليه السلام على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله مستترا [1] بإزاره ، وجاءه القوم الذين تمالؤوا [2] على قتله فأحدقوا به وعليهم السلاح ، يرصدون طلوع الفجر ليقتلوه ظاهرا ، فيذهب دمه فرغا [3] بمشاهدة بني هاشم قاتليه من جميع القبائل ، ولا يتم لهم الأخذ بثاره منهم ، لاشتراك الجماعة في دمه ، وقعود كل قبيلة عن قتال رهطه ومباينة أهله .
فكان ذلك سبب نجاة رسول الله صلى الله عليه وآله وحفظ دمه ، وبقائه حتى صدع بأمر ربه ، ولولا أمير المؤمنين عليه السلام وما فعله من ذلك ، لما تم لنبي الله صلى الله عليه وآله التبليغ والأداء ، ولا استدام له العمر والبقاء ، ولظفر به الحسدة والأعداء .
فلما أصبح القوم وأرادوا الفتك به عليه السلام ثار إليهم ، فتفرقوا عنه حين عرفوه ، وانصرفوا عنه وقد ضلت حيلهم [4] في النبي صلى الله عليه وآله ، وانتقض ما بنوه من التدبير في قتله ، وخابت ظنونهم ، وبطلت آمالهم ، فكان بذلك انتظام الإيمان ، وإرغام الشيطان ، وخذلان أهل الكفر والعدوان .



[1] في " م " وهامش " ش " : متسترا .
[2] تمالؤوا : اجتمعوا . " الصحاح - ملأ - 1 : 73 " .
[3] ذهب دمه فرغا أي هدرا " الصحاح - فرغ - 4 : 1324 ، . وفي ، هدرا .
[4] في هامش " ش " و " م " : حيلتهم .

52

نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست