نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 215
ورووا : أن أمير المؤمنين عليه السلام دخل ذات يوم المسجد ، فوجد شابا حدثا يبكي وحوله قوم ، فسأل أمير المؤمنين عليه السلام عنه ، فقال : إن شريحا قضى علي بقضية لم ينصفني فيها ، قال : ( وما شأنك ؟ ) قال : إن هؤلاء النفر - وأومأ إلى نفر حضور - أخرجوا أبي معهم في سفر ، فرجعوا ولم يرجع ، فسألتهم عنه فقالوا : مات ، فسألتهم عن ماله الذي استصحبه ، فقالوا . ما نعرف له مالا ، فاستحلفهم شريح وتقدم إلي بترك التعرض لهم . فقال أمير المؤمنين عليه السلام لقنبر : ( إجمع القوم وادع لي شرط الخميس ) [1] ثم جلس ودعا النفر والحدث معهم ، فسأله عما قال ، فأعاد الدعوى وجعل يبكي ويقول : أنا والله أتهمهم على أبي يا أمير المؤمنين ، فإنهم احتالوا عليه حتى أخرجوه معهم ، وطمعوا في ماله . فسأل أمير المؤمنين عليه السلام القوم ، فقالوا كما قالوا لشريح : مات الرجل ولا نعرف له مالا ، فنظر في وجوههم ثم قال لهم : ( ماذا ؟ أتظنون أني لا أعلم ما صنعتم بأبي هذا الفتى ! إني إذا لقليل العلم ) . ثم أمر بهم أن يفرقوا ، ففرقوا في المسجد ، وأقيم كل رجل منهم إلى جانب أسطوانة من أساطين المسجد ، ثم دعا عبيد الله بن أبي رافع كاتبه يومئذ فقال له : ( اجلس ) ثم دعا واحدا منهم فقال له : ( أخبرني ولا ترفع صوتك ، في أي يوم خرجتم من منازلكم وأبو هذا الغلام معكم ؟ ) فقال : في يوم كذا وكذا ، فقال لعبيد الله : ( أكتب ) ثم قال
[1] في هامش ( ش ) و ( م ) : شرط الخميس كانوا خمسة آلاف رجل ، اشترطوا مع أمير المؤمنين عليه السلام أن يقاتلوا دونه حتى يقتلوا .
215
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 215