responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 209


ثم قال : أما بعد - يا أمير المؤمنين - فإني أرى أن تشخص أهل الشام من شامهم ، وأهل اليمن من يمنهم ، وتسير أنت في أهل هذين الحرمين وأهل المصرين الكوفة والبصرة ، فتلقى جمع المشركين بجمع المؤمنين ، فإنك - يا أمير المؤمنين - لا تستبقي من نفسك بعد العرب باقية ، ولا تمتع من الدنيا بعزيز ، ولا تلوذ منها بحريز ، فاحفره برأيك ولا تغب عنه . ثم جلس .
فقال عمر : تكلموا ، فقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : ( الحمد لله - حتى تم التحميد والثناء على الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله - ثم قال : أما بعد ، فإنك إن أشخصت أهل الشام من شامهم ، سارت الروم إلى ذراريهم وإن أشخصت أهل اليمن من يمنهم ، سارت الحبشة إلى ذراريهم ، وإن أشخصت من بهذين الحرمين ، انتقضت العرب عليك من أطرافها وأكنافها ، حتى يكون ما تدع وراء ظهرك من عيالات العرب أهم إليك مما بين يديك . وأما ذكرك كثرة العجم ورهبتك من جموعهم ، فإنا لم نكن نقاتل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله بالكثرة ، وإنما كنا نقاتل بالنصر ، وأما ما بلغك من اجتماعهم على المسير إلى المسلمين ، فإن الله لمسيرهم أكره منك لذلك ، وهو أولى بتغيير ما يكره ، وإن الأعاجم إذا نظروا إليك قالوا : هذا رجل العرب ، فإن قطعتموه فقد قطعتم العرب ، فكان أشد لكلبهم ، وكنت قد ألبتهم على نفسك ، وأمدهم من لم يكن يمدهم . ولكني أرى أن تقر هؤلاء في أمصارهم ، وتكتب إلى أهل البصرة فليتفرقوا على ثلاث فرق : فلتقم فرقة منهم على ذراريهم حرسا لهم ، ولتقم فرقة في أهل عهدهم لئلا ينتقضوا ، ولتسر

209

نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست