responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 5


الأجيال هجينا مشوبا بالأدران ، وهو ما سيتبين من خلال ما سنتعرض إليه لاحقا .
بلى لم تكن مسألة إقامة أسس تاريخ إسلامي متخصص بممتنعة وشاقة أبدا ، بل كانت المشقة العظيمة تكمن في كتابة تاريخ الحقب الماضية التي مضى عليها الزمن وما أبقى لها حتى اطلالا ، وبالأخص في أرض الجزيرة ، مهبط الوحي ، ومنطلق الرسالة المحمدية المباركة ، حيث أن ما توافر من معلومات متناثرة عن طبيعة الأحوال التي كانت سائدة آنذاك ، كانت من الندرة والتشتت بشكل لا يتيح للمؤرخ القدرة على استيعابها وبشكل جامع وشامل يطمئن إليه ، ولقد كان أكثر ما ورد عنها لا يتجاوز النقوش المكتوبة بالخط المسند على حوائط المعابد والأديرة وأعمدة الحصون والقصور في الحيرة واليمن ، ترافقها روايات لأساطير منقولة شفاها عن أسماء الملوك القدماء وحكاياتهم ، مع قصص غامضة ومهولة أو مشوشة عن أيام القبائل وحروبها مشفوعة بالأشعار ، والتي ضاع معظمها بضياع أشعارها ، وأما ما قيل من أن وهب بن منبه ، وعبيد بن شرية [1] كانا من مصنفي تاريخ تلك الحقبة الماضية ، فلا مناص من القول بأن حقيقة عملهما ما كان إلا تسطير ملحمي ، وسرد مشوش ، لأنهما ما كانا في عملهما إلا كخابطي عشوة في أكثر ما أورداه .
تلك كانت مشقة الكتابة للعصور السابقة لبداية التوجه نحو كتابة التاريخ ، وأما التاريخ الاسلامي ، فكما ذكرنا سالفا كان حظه وافرا في كثرة ما كتب عنه ، وما ألف في شانه ، فهناك العشرات من المحاولات المستمرة ، والتي حاولت أن تضع لبنات التاريخ الاسلامي ورص أسسه في أرض الواقع المعاش ، حل بأكثرها النسيان والضياع ، أو عدم الالتفات إلى مدى جديتها أو



[1] كان في صنعاء فاستدعاه معاوية فكتب له كتاب الملوك وأخبار الماضين .

5

نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست