نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 236
رغبة ، فإن الله قد تأذن للمحسنين بالحسنى ، ولمن شكره بالزيادة ، ولا كسب خير من كسب ليوم تدخر فيه الذخائر ، وتجمع فيه الكبائر ، وتبلى فيه السرائر ، وإني لم أر مثل الجنة نام طالبها ، ولا مثل النار نام هاربها . ألا وإنه من لا ينفعه اليقين يضره الشك ، ومن لا ينفعه حاضر لبه ورأيه فغائبه عنه أعجز . ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن ودللتم على الزاد ، وإن أخوف ما أتخوف عليكم اثنان : اتباع الهوى ، وطول الأمل ، لأن اتباع الهوى يصد عن الحق ، وطول الأمل ينسي الآخرة . ألا وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ترحلت [1] مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون ، فكونوا إن استطعتم من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل ) [2] . ومن كلامه عليه السلام في ذكر خيار الصحابة وزهادهم ما رواه صعصعة بن صوحان العبدي ، قال : صلى بنا أمير المؤمنين