نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 182
فإنه لا يراها أحد إلا أكمه ) . ثم عاد إلى منزله عليه وآله السلام فمكث ثلاثة أيام موعوكا ، ثم خرج إلى المسجد معصوب الرأس ، معتمدا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بيمنى يديه ، وعلى الفضل بن عباس باليد الأخرى ، حتى صعد المنبر فجلس عليه ، ثم قال : ( معاشر الناس ، قد حان مني خفوف من بين أظهركم ، فمن كان له عندي عدة فليأتني أعطه إياها ، ومن كان له علي دين فليخبرني به . معاشر الناس ، ليس بين الله وبين أحد شئ يعطيه به خيرا أو يصرف به عنه شرا إلا العمل . أيها الناس ، لا يدعي مدع ولا يتمنى متمن ، والذي بعثني بالحق لا ينجي إلا عمل مع رحمة ولو عصيت لهويت ، اللهم هل بلغت ؟ ) . ثم نزل فصلى بالناس صلاة خفيفة ودخل بيته ، وكان إذ ذاك بيت أم سلمة رضي الله عنها فأقام به يوما أو يومين . فجاءت عائشة إليها تسألها أن تنقله إلى بيتها لتتولى تعليله ، وسألت أزواج النبي عليه وآله السلام في ذلك فأذن لها ، فانتقل صلى الله عليه وآله إلى البيت الذي أسكنه عائشة ، واستمر به المرض أياما وثقل عليه السلام . فجاء بلال عند صلاة الصبح ورسول الله صلى الله عليه وآله مغمور بالمرض فنادى : الصلاة يرحمكم الله ، فأوذن رسول الله صلى الله عليه وآله بندائه ، فقال : ( يصلي بالناس بعضهم فإنني مشغول بنفسي ) . فقالت عائشة : مروا أبا بكر ، وقالت حفصة : مروا عمر .
182
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 182